في زمنٍ باتت فيه البيانات عصب الحضارات الحديثة، وأصبحت فيه القدرة على إدارة الأنظمة الذكية مقياسًا حقيقيًا لتقدّم الأمم، يطلّ اسم الدكتور رامي عاشور بهدوء وثقة كأحد رجال الظل في عالم التكنولوجيا؛ شخصية نادرة قلّما تتصدّر العناوين، ومع ذلك تترك أثرًا عميقًا في تفاصيل حياة كل فرد، فهو رجل قد لا تعرفه الشاشات، لكنّ إنجازاته تمسّ حياة الملايين، وتدعم أنظمة يعتمد عليها العالم دون أن يدرك الكثيرون من الذي كان خلفها، رامي عاشور ليس مجرد خبير تقني، بل هو مهندس العقول الرقمية التي تدير أنظمة الطاقة والدفاع والمواصلات، والعقل الاستراتيجي وراء أنظمة التحكم الذكية في العالم هو من يمنح الآلة بصيرتها؛ فتفهم الطائرة مهامها، وتفكر المحطة بذكاء، وتتنبأ المركبة بما هو قادم، وتتحرك السحابة الرقمية في صمت، لكنها دائمًا تسبق الحدث.
وتتحدث إنجازاته بلغة الأرقام لا الشعارات:
• ١٧٪ من كهرباء العالم تُولد بأنظمة رقمية شارك في تصميمها.
• ٢٧٪ من شبكات نقل الكهرباء عالميًا تُدار بتقنيات طوّرها.
• المقاتلات التي تمثل ذروة التطور التكنولوجي العسكري، مثل F‑16، تطير بأنظمة إلكترونية كان له فيها بصمة هندسية واضحة.
• أكثر من ٣٠٪ من البنية التحتية السحابية العالمية تعمل على خدمات Amazon Web Services (AWS)، والتي ساهم عاشور في بنائها وتطوير بنيتها المعمارية في مراحلها الحيوية.
• أنظمة النقل الذكي، من المطارات إلى الحافلات، تُدار بخوارزميات واستراتيجيات هندسية من تصميمه.
وقد لعب عاشور دورًا محوريًا في بناء البنية التحتية الرقمية لخدمات AWS، الشركة الرائدة عالميًا في الحوسبة السحابية، حيث أسهم في وضع الأسس المعمارية التي جعلت منها منصة يعتمد عليها أكثر من ثلث الشركات العالمية، بما في ذلك مؤسسات مالية، دفاعية، وصناعية.
من خلال خبرة تمتد لأكثر من 25 عامًا، أسّس عاشور شركة Digital Crafts (DC) لتكون ذراعًا تنفيذية تجمع بين الوضوح الاستراتيجي، والعمق الفني، والمرونة الابتكارية. هدفه لا يقتصر على تقديم البرمجيات، بل تمكين المؤسسات من تحقيق التحول الرقمي الحقيقي القادر على الصمود أمام التعقيد والتغير.
وإلى جانب إنجازاته التقنية، يحرص الدكتور رامي عاشور على دعم وتوجيه رواد الأعمال والرؤساء التنفيذيين الشباب، ويؤمن أن الفرص العظيمة تبدأ غالبًا من محادثة بسيطة على فنجان قهوة.
بهذا الحضور الهادئ والتأثير العميق، يظل الدكتور رامي عاشور نموذجًا ملهمًا للعقول المصرية القادرة على قيادة المستقبل، وإثبات أن التحول الحقيقي لا يبدأ من الأضواء، بل من الفكر الذي يصنعها.